بوتين يتطلع لاتفاق سلام في أوكرانيا برعاية ترمب.. لكن بشروط
قالت مصادر روسية مطلعة، الأربعاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على مناقشة اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، لكنها تستبعد تقديم أي تنازلات كبيرة تتعلق بالأراضي والتمسك بتخلي كييف عن طموحاتها الخاصة بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وفي أول تغطية مفصلة حول ما قد يقبله بوتين في أي اتفاق يطرحه ترمب، قالت 5 مصادر روسية إن الكرملين “قد يوافق بشكل عام على تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية”.
وقالت ثلاثة من المصادر إنه قد يكون هناك مجال للتفاوض بشأن التقسيم الدقيق لمناطق دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، الواقعة بشرق أوكرانيا.
وقال مسؤولان إن روسيا قد تكون منفتحة أيضاً على الانسحاب من مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي التي تسيطر عليها في منطقتي خاركيف وميكولايف في شمال أوكرانيا وجنوبها.
لكن مصدرين آخرين قالا إن قرار الرئيس جو بايدن السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ أميركية من طراز “أتاكمز” على العمق الروسي قد يعقد ويؤخر أي تسوية ويجعل المطالب الروسية أكثر تشدداً، إذ أعلنت موسكو استخدام كييف هذه الصواريخ للمرة الأولى لقصف أراض روسية، ونددت بالخطوة ووصفتها بأنها “تصعيد كبير”.
وقال المصدران إنه “إذا لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار، ستواصل روسيا القتال”.
وتأتي عودة ترمب، الذي تعهد بإنهاء الصراع بسرعة، إلى البيت الأبيض في وقت يرتفع فيه نجم روسيا في أوكرانيا، فموسكو تسيطر على أراضٍ في أوكرانيا بمساحة ولاية فرجينيا الأميركية وتتقدم بوتيرة هي الأسرع منذ الأيام الأولى للغزو عام 2022.
وكان ستيفن تشيونج، مدير الاتصالات بمكتب ترمب، قال سابقاً إن”الرئيس الأميركي القادم هو الشخص الوحيد القادر على جمع الجانبين من أجل التفاوض على السلام، والعمل على إنهاء الحرب ووقف القتال”.
وبينما تقول موسكو إن المناطق الأربع هي جزء لا يتجزأ من أراضيها وتحميها بمظلتها النووية، تسيطر قواتها فعلياً على ما يتراوح بين 70 إلى 80% من المساحة مع بقاء حوالي 26 ألف كيلومتر مربع تحت سيطرة القوات الأوكرانية، وفقاً لما تظهره بيانات مفتوحة المصدر من الخطوط الأمامية.
ما شروط بوتين؟
وقال بوتين هذا الشهر إن “أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يعكس الحقائق على الأرض”، لكنه أبدى تحفظه على هدنة قصيرة الأجل من شأنها أن تتيح للغرب إعادة تسليح أوكرانيا.
وحدد بوتين، في 14 يونيو، شروطه المبدئية لإنهاء الحرب على الفور وهي أنه يتعين على أوكرانيا أن تتخلى عن طموحاتها في الانضمام إلى “الناتو” وأن تسحب كل قواتها من المناطق الأربع الأوكرانية التي تقول روسيا إنها تابعة لها وتسيطر على معظمها.
وفي حين أن روسيا لن تقبل بانضمام أوكرانيا إلى الحلف أو وجود قوات للحلف على الأراضي الأوكرانية، فإنها منفتحة على مناقشة ضمانات أمنية لكييف، وفقاً للمسؤولين الخمسة.
تصاعد القتال للسيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي غربي روسيا، في وقت تعتزم موسكو إخراج أراضيها من المعادلة قبل مفاوضات محتملة مع الإدارة الأميركية الجديدة
وذكر المسؤولون أن من بين التنازلات الأخرى التي يمكن أن يضغط الكرملين لانتزاعها من كييف هي أن توافق أوكرانيا على تقليص حجم قواتها المسلحة والالتزام بعدم فرض قيود على استخدام اللغة الروسية.
وتسيطر روسيا على 18% من أوكرانيا، بما في ذلك كامل شبه جزيرة القرم التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014 و80% من دونباس، أي منطقتي دونيتسك ولوجانسك، وأكثر من 70% من منطقتي زابوريجيا وخيرسون، كما تسيطر على ما يقل قليلاً عن 3% من منطقة خاركيف وجزء من ميكولايف.
وإجمالاً، تسيطر روسيا على أكثر من 110 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، فيما تسيطر أوكرانيا على حوالي 650 كيلومتراً مربعاً من منطقة كورسك الروسية.